البلطي السوبر.. إنتاج مصري مقاوم للتغير المناخي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الثروة السمكية تُعد من مصادر الدخل القومي الهامة، ولم يقتصر دورها فقط على الدخل والاقتصاد، بل أنها مصدر غذائى مهم غنى بالبروتينات والعناصر الغذائية التى يحتاجها جسم الإنسان.

 

وتمتلك مصر مسطحات مائية شاسعة، غنية بأنواع مختلفة من الكائنات البحرية والنيلية، ولكن هناك مسطحات مهملة من الممكن الإستفادة منها استفادة كبيرة، وبالفعل طالب الرئيس السيسى الاهتمام بالثروة السمكية، وتطوير البحيرات المهملة، والمسطحات المائية، لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الجانب المهم فى تغذية المواطنين، حيث أنه مصدر مهم ورخيص الثمن.


ونجد أيضا أن تغيرات المناخ الفترة الماضية أثرت بشكل ملحوظ على الإنتاج من الأسماك، حيث أن انخفاض وارتفاع درجات الحرارة على لأسماك يؤثر عليها سلباً، يصل لحد النفوق، وبالتالى خسارة كبيرة للإنتاج العام، وهناك بعض التجارب التى تتم من خلال المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية، لإنتاج سلالات عالية النمو وأكثر مقاومة للأمراض.


سلالات عالية النمو
قالت الدكتورة أميرة الحنفي، مدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية لـ"بوابة أخبار اليوم" فى هذا الشأن، إن قطاع الأسماك من أكثر القطاعات تأثراً بالتغيرات المناخية، سواء الإرتفاع الحاد فى درجات الحرارة بفصل الصيف أو الإنخفاض الحاد فى درجة الحرارة فى فصل الشتاء، حيث تعتبر الأسماك من ذوات الدم البارد بمعني أنها تكتسب  درجة حرارة أجسامها من المياه المحيطة.


وأكدت الحنفى قائلة: "من هنا يأتى دور البحث العلمى للتصدى لمثل هذه المشاكل التى تؤثر على القطاع السمكي بأكمله، سواء بتجربة بعض المواد التى تضاف للأعلاف لرفع المناعة والمتابعة المستمرة لجودة المياه فى المزارع السمكية أو استخدام الطرق الحديثة فى تشخيص و علاج أمراض الأسماك، وكذلك استخدام برامج التحسين الوراثي لإنتاج سلالات عالية النمو وأكثر مقاومة للأمراض.

 

اقرأ أيضا: تنفيذ تجربة لإنتاج سلالة من السمك البلطي مقاومة للأمراض والبرودة

بيئة مناسبة
وأضافت الحنفى أن كل نوع من الأسماك لها بيئة مناسبة لنموها، وإذا لم تجدها فهذا يقلل من معدل نموها، فكل سمكة لها مدى مناسب من درجات الحرارة تنمو به أفضل نمو، فسمكة البلطي هى سمكة حساسة جدا لدرجة الحرارة، مثلا تنمو أفضل نمو من 25 إلى 30 درجة، وعندما تنخفض درجة الحرارة من 16 إلى 18 درجة تتوقف السمكة عن التغذية، وهذا يحدث فى شهور الشتاء، بداية من ديسمبر ويناير وفبراير، لذلك دائما المزارع يعمل صيد السمك الذى يصل لحجم تسويقى قبل انخفاض درجات الحرارة، وقبل دخوله فى شهور الشتاء، وإذا انخفضت درجة الحرارة أقل من 10 درجات مئوية هذا يؤدى لنفوق الأسماك.


أشارت  مدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية إلى أن هذه المشكلة تواجه مستزرعى الأسماك خلال فترة الشتاء، و لذلك يتم تشتيه للزريعة الصغيرة، وذلك فى شهر نوفمبر، وقبل الدخول فى التشتيه يُضاف للعلائق بعض رافعات للمناعة، مثل فيتامين c  حتى تتحمل انخفاض الحرارة، و تشتي فى أحواض ويتم رفع عمود المياه فى الحوض لحوالى مترين حتى تعتدل حرارة الجو فى آخر شهر مارس.

 

برامج التحسين الوراثى
وأوضحت الحنفى أنه من هذه المشكلة تم التفكير فى برامج التحسين الوراثى لتحسين مقاومة أسماك البلطي للبرودة ومقاومة الأمراض، وبالتالى يمكن لبرامج التحسين الوراثي المساهمة بشكل فعال فى زيادة الإنتاج واستدامة تربية الأحياء المائية، وتتطلب هذه البرامج وقت طويل مع تكاليف مرتفعة.


وقالت: "يتم الآن فى المعمل مشروع بحثي لإنشاء برنامج تكاثر للأسماك يتم من خلاله انتخاب ثلاثة أجيال من الأسماك المحسنة لمعدل النمو، بالإضافه لمقاومة البرودة والأمراض، وهذا المشروع البحثي ممول من صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية أكاديميه البحث العلمي وبالتعاون مع المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية مع جامعة ميرلاند بأمريكا.


وأضافت الحنفى بأن أى برنامج وراثى من الممكن عمله على أى نوع سمك، ولكن البرنامج يتم تعديله ليكون مناسب مع نوعية السمكة المحددة.

 

قائلة: برامج التحسين الوراثى للأسماك هامة جدا لزيادة الناتج الكلي و استدامة تربية الأحياء المائية، ولدينا فى المعمل من الخبرات البشرية ما يؤهلنا للقيام بها، ولكنها تحتاج تكاليف مرتفعة ووقت طويل، لذلك لابد من توافر وجود التمويل اللازم لها.

 

الثروة السمكية
قالت مدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية: "بالطبع هناك اهتمام كبير بالثروة السمكية، ورئيس الجمهورية أولى هذا القطاع اهتمام كبير من خلال المشاريع القومية، مثل بركة غليون وقناة السويس، و مثلث الديبة ومشروع الفيروز شرق بورسعيد، وكلها مشاريع قائمة على استزراع الأسماك البحرية التى تعد قيمتها الاقتصادية مرتفعة، ذات جودة عالية، وبالتالى هذه المشاريع ستُحدث تنمية للأماكن الموجودة بها وتوفر فرص عمل بالإضافة لتوفير نقد أجنبى عند تصدير الفائض. 

 

اقرأ أيضا:التضامن : بدء تنفيذ مبادرة المزارع السمكية من محافظة كفرالشيخ 

 

المشروع القومى
وأشارت الحنفى إلى المشروع القومى لتطوير وتنمية البحيرات، قائلة: " البحيرات تعانى من الإهمال منذ 30 سنة ، يوجد تعديات وإهمال وتلوث فى البحيرات ونتج عن ذلك تقلص لمساحتها، ويعتبر المشروع القومى فرصة لإعادتها كثروة قومية مرة أخرى، نستفيد منها كثروه سمكية وسياحية، مثل بحيرة المنزلة وبحيرة مريوط وبحيرة إدكو و البحيرات المرة وبحيرة البرلس وبحيرة البردويل و بحيرة التمساح و بحيرة بور فؤاد و بحيرة قارون و بحيرة ناصر و بحيره توشكى و بحيره الريان"، ومن خلال الاهتمام بالثروة السمكية يمكن تقليل الفجوة الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائى للمواطن المصرى، وهو من أولويات القيادة السياسية.

 

الاستزراع السمكى
وأكدت الدكتورة أميرة الحنفى على أن الإستزراع السمكى حدث به طفرة خلال السنوات الأخيرة، والإنتاج وصل حاليا إلى 2.2 مليون طن، منهم 80 % من الإستزراع السمكى، ولدينا مزارع إنتاج أسماك بحرية وإنتاج أسماك مياه عذبة، مضيفة أننا لدينا البيئة المناسبة والخبرات الجيدة فى مجال الأسماك، فضلا عن توافر الإمكانيات التى تؤهلنا لذلك، قائلة: "نتصدر الترتيب الثالث فى إنتاج السمك البلطى، ومع المشاريع الجديدة سنحقق مستوى أفضل من ذلك".